روايات

رواية أيغفر العشق الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الجزء الحادي والعشرون

رواية أيغفر العشق البارت الحادي والعشرون

رواية أيغفر العشق الحلقة الحادية والعشرون

جلس أمام الضابط شارحًا له تفاصيل الحادثه ومعترفًا بتهديد رودينا لها أكثر من مره وتوعدها بالقتل.. وأنهي حديثه طالبًا من الضابط المسؤل عن القضيه :
_ لو سمحت كنت عاوز أشوفها بس الأهم كنت عاوز أخد أذن بالتسجيل ليها..
قطب الضابط حاجبيهِ في استغراب وتسائل :
_ ليه!؟
_ دي مش أول جريمه ليها، هي اعترفت لتالا أنها قتلت قبل كده مرات أبوها والسواق الخصوصي بتاعهم فكنت حابب أسجل اعترافها بقتلهم وأنا هعرف ازاي استدرجها في الكلام.
اومئ الضابط بموافقه وقال :
_ لا إذا كان كده تمام اوي.. خد ده موبايلي سجل عليه والأذن سهل يطلع مش مهم.
اومئ بموافقه وهو يأخذ الهاتف منه وقال :
_ياريت لو تطلب من العسكري يجيبها.
نادي علي العسكري الواقف بالخارج وما إن دلف حتي قال :
_هات المتهمه رودينا من الحجز الي لسه واخدها من شويه.

 

 

أدي التحيه العسكريه وقال :
_أمرك يا فندم.
نظر يامن للأمام بأعين تحتلها القسوه والجمود وهو يرتب حديثه لكي يقع الفأر في المصيده تمامًا حيثُ يريد ..
_____(ناهد خالد) ____
شهقت لينا بفزع وهي تستمع لما حدث من تالا أثناء سردها التفاصيل للضابط الذي جاء للتحقيق معها بعدما أبلغ الطبيب عن حالتها وأعد التقرير الذي يؤكد أن ما وصلت إليه بفعل فاعل وليس مجرد اختناق عادي..
أنهت تالا حديثها وهي تتنهد بتعب وقالت :
_ بس كده يافندم.
_تمام يا دكتوره، الف سلامه عليكِ، ومتقلقيش هي اتمسكت أصلاً وأنا جيت أخد أقوالك عشان نضيفها للمحضر وخدت أقوال جيرانك كمان وكده القضيه لبساها…
تسائلت في فضول :
_هي ممكن تاخد فيها حكم قد ايه؟
رد بتوضيخ :
_ بصي هو ماده ٤٦ من قانون العقوبات بتقول أن الشروع في قتل له أكتر من عقاب حسب الحاله وحسب الجريمه، بس بالوضع ده هي كانت قاصده تقتلك ومسباتكيش غير لما اتأكدت أنك موتي، فعقوبتها غالبًا هتبقي السجن المؤبد ولو ظهر اي ملامسات في الموضوع وخفف القاضي العقوبه مش هتبقي أقل من ٢٠ او ١٥ سنه..
ابتلعت ريقها في توجس وشئ واحد يتردد في رأسها ” لقد ضاعت حياة الفتاه” ورغم كل ما فعلته لكنها شعرت بالآسف الشديد عليها فهي أدركت في لقائهم الأول أنها تعاني من مرض نفسي ما، رُبما ستفيق منه وتدرك ما أوقعت بهِ نفسها بعد فوات الآوان.. نظرت للضابط وسألته مره أخري :
_ طب لو هي مريضه نفسيه وثُبت ده ايه الوضع؟
_ هتتنقل لمستشفي الأمراض العقليه والعصبيه التابعه للسجن لحد ما تبقي كويسه والمده بتتحسبلها من سجنها وبعد كده هترجع تكمل عقابها وفي الحاله دي القاضي بيخفف عن ال ١٥ سنه بس كام تحديدًا حسب رؤية القاضي بس مبتكونش أقل من ٥ سنين، يعني من ٥ ل ١٥ ، وبعدها بتخرج.. بس لازم يكون مرض نفسي قوي يعني يكون سبب أنها لما ارتكبت الجريمه مثلاً مكنتش في وعيها.
تمتمت بآسف :
_لا أكيد المرض الي بتعاني منه مش للدرجادي..
_يبقي هتدخل المستشفى لو محتاجه ومدة الحبس مش هتقل عن ١٥ أو ٢٠.
أومأت بتعب وهي تقول :
_تمام يا حضرة الضابط شكرًا.
أومأ بصمت وخرج من الغرفه بعدما أنهي زيارته، التفت لها لينا تسألها بضيق:
_ أنتِ زعلانه عليها؟

 

 

زفرت أنفاسها بثقل وقالت:
_متحسبيهاش كده.. مش زعلانه لأ، بس صعبان عليا بنت في سننا يتحكم عليها تقضي بقي عمرها في السجن.
ردت لينا بحده:
_هي الي حكمت علي نفسها يا تالا محدش حكم عليها..
ردت بتبرير:
_ أنا فاهمه بس هي تعبانه نفسيًا أنا متأكده من ده.
لوت لينا فمها بسخريه وهي تقول :
_لو كل واحد تعبان نفسيًا راح قتل كان زمان نص البلد مقتوله، ولا أنتِ والي زيك موجودين ليه! مش عشان تعالجوهم!، مبيلجأوش ليكوا ليه!!، هم الي بيوصلوا نفسهم لخط النهايه يا تالا عشان كده ميستحقوش شفقه وخصوصًا أنك اعترفتي أنها كانت في وعيها وهي بتقتلك معندهاش شيزوفرنيا يعني! ( انفصام شخصيه)..
ردت بارهاق :
_ خلاص يالينا الكلام ملوش فايده هتاخد عقابها وخلاص.
_______(ناهد خالد) _________
دلفت لمكتب الضابط فوجدت يامن يجلس أمامه بانتظارها كالفهد الذي يتربص لفريسته وما إن طالعت جلسته المتأهبه وعيناه الحاده كالصقر التي ارتفعت تطالع وجهها وتنظر في عيناها مباشرةً حتي أصاب جسدها رعشه طفيفه تعبر عن مكنوناته المرتعبه بخوف يطغي علي كل أنش بها، فيامن قد هددها سابقًا أنه سيمحيها من علي الدنيا بأكملها إن مست فتاته بسوء، وهي لم تمسها بسوء فقط، بل كادت تقتلها!!!..
ارتعش بدنها بوضوح وتململت في وقفتها وهي تستمع لصوت الضابط الرزين يقول :
_هسيبكم عشر دقايق مع بعض.
تمتمت بذعر وهي تراه يخرج من المكتب:
_لأ.. لأ.. مش عاوزه…
أغلق الضابط المكتب وراءه دون الاهتمام بهمهامتها، فوقف يامن مكانه يهتف بجمود :
_متخافيش يا حلوه، مش هوسخ ايدي بيكِ، أنت كده أو كده رايحه في داهيه وحقها هناخده.
ابتعدت خطوتان للوراء وهي تقول :
_ أنا.. أ…
قاطعها يهتف بغلظه :
_أنتِ تخرسي خالص.. ليكِ عين تتكلمي.. أنا بس عاوز أعرف حاجه واحده، ليه كل ده! هو طبيعي عشان واحده حبت واحد بيحب غيرها ومحبهاش تروح تقتل حبيبته! ده ايه البجاحه دي؟ هو الحب بالعافيه!!!!
صرخ بالأخيره وجسده ينتفض بغضب، ارتجف جسدها وانتفض علي صرخته ولكن تغيرت نظراتها من الخوف للغضب وهي تقول :

 

 

_ أنا من يومها حلفت محدش هياخد مني اللي بحبهم تاني.. محدش هياخد مني الي بحبهم حتي لو هم مش بيحبوني .
شعر باقتراب إنهيارها واعترافها بكل شئ وحل الالغاز التي تحوم حولها فقال بغضب :
_ يوم ايه ده؟!
صرخت باهتياج وهي تقول بينما عيناها تحجرت بها الدموع تأبي الهبوط :
_ يوم ما قتلها قدام عيني بعد ما اغت”صابها، يومها حلفت ما هسمح لحد يحرمني من الي بحبهم تاني..
هدأت ثورته وهو يسألها بعدم فهم :
_ بتتكلمي عن مين؟
أغمضت عيناها بمرار وقالت :
_ مامي…
فتحت عيناها التي ومضت بذكريات الماضي الأليم حد الجحيم وهي تسرد:
_ كنت وقتها عندي ١٣ سنه… كنت أنا ومامي لوحدنا في الفيلا.. بابي كان مسافر ومامي كانت رافضه بابي يجبلها شغالين كانت عاوزه تهتم بينا بنفسها.. يومها رجعت من المدرسه بالباص، وبابي كان جايب سواق عشان المشواير الخارجيه ليا أو لمامي، وقتها رجعت بدري شويه عشان كان اليوم ده حفله مش دراسه، دخلت من البوابه وملقتش الحارس موجود عرفت بعدين أن مامي كانت بعتته يجيب طلبات من السوبر ماركت، دخلت الفيلا بهدوء عشان أفاجئ مامي بيا، لما لقيت الباب مفتوح استغربت بس قولت يمكن نسيته.. دخلت المطبخ اشوفها بس ملقتهاش هناك، سمعت كركبه جايه من أوضة المكتب القريبه من باب الفيلا.، فكرتها بتنضف كالعاده، بس لما قربت شوفت خيال شخصين من ورا الأزاز، روحت علي الجنينه وبصيت من الشباك الي كان مفتوح حته صغيره، لاقيت… لاقيت السواق الي بابي جابه وبقاله كام شهر معانا موقع مامي علي الأرض وهو فوقها، مفهمتش هو ايه الي بيحصل لأني مكنتش شايفه غير رأسهم وباقي جسمهم كان ورا كنبة المكتب، بس.. بس مامي كانت مغمضه عنيها.. كان أغم عليها.. صرخت بأسمها ووقتها هو شافني وعلي ما لفيت عشان ادخل من باب الفيلا للمكتب كان مقابلني علي باب الفيلا وزقني جامد فوقعت وقدر يهرب، مهتمتش له وجريت علي المكتب عشان أشوف مامي، لقيتها مرميه علي الأرض وهدومها مقطعه، جريت عليها أفوقها مكانتش بتفوق، بعدها سمعت صوت الحارس بره جريت عليه واستنجدت بيه بعد ما غطيتها بفستانها علي قد ماقدرت، ودناها المستشفى وهناك قالوا أنها ماتت نتيجة هبوط حاد في الدوره الدمويه، وقالوا أن واضح أنه حصلها بسبب الاعتداء الي حصلها فمقدرتش تتقبل الموضوع ومستحملتش ومن كتر خوفها جالها هبوط وماتت، وماتت مامي بسبب الحقير الي مهموش غير رغباته، ماتت و سابتني.. والبجح جالي البيت في نفس اليوم لما الحارس رجعني لما بابي كلمه وقاله يروحني وميخلنيش في المستشفى، جالي بعد ما شافني داخله الفيلا وهددني، هددني لو اتكلمت هيعمل فيا زي ما عمل في مامي ومحدش هيلحقني زي ما محدش لحقها… سكت.. خوفت وقتها وسكت.. ولما سألوني قلت اني رجعت لقيتها كده ومعرفش مين الي عمل فيها كده، بس مسكتش كتير.. رجع اشتغل تاني ولا كأن حاجه حصلت وهو واثق إني مش هتكلم.. لما بقي عندي ١٦ سنه. مقدرتش اسكت اكتر حسيت بنار بتاكل فيا كل يوم عن التاني، ووقتها قررت أني لازم اخد حق مامي منه، وقتلته.. خدته مشوار معايا بره بعيد عن المكان وهناك.. ضربته بالسكينه في قلبه وسيبته في العربيه ورجعت الفيلا والقضيه بردو اتقيضت ضد مجهول..

 

 

وللآسف.. وبكل الآسف لانت نظرات يامن وهو يطالعها بشفقه، لا يجب أن يشفق عليها أليس كذلك! ولكن ما تقوله يستحق الشفقة بالتأكيد!، فتاه في الثالثة عشر تري ما رأته وتعش ما عاشته، الأمر مؤسف بحق، تنهد بحيره وهو يقول:
_طيب ومرات أبوكِ عملت ايه؟!
لوت ثغرها بضيق وهي تتشدق :
_ الحقيقه هي كانت ست طيبه.. لا طيبه اوي.. بس المشكله مكنتش فيها، المشكله كانت في أنها جت وخدت مكان مامي وكمان خدت بابي مني، كانت طيبه لدرجه مستفزه، كنت بعمل مشاكل والبسها فيها وهي مبتتكلمش.. بس بابا كان عارف أنها متعملش كده فكان بيصدقها هي وبيكدبني وده كان بيزيد غضبي وكرهي ليها، وحبها.. حبها من طيبتها وحنيتها، حاولت كتير اتخلص منها واوقع بينهم بس فشلت، بس كله اتغير لما عرفت أنها حامل.. وقتها حسيت أن كل حاجه هتضيع من ايدي للأبد لو حملها ده كمل.. أولاً بابي عمره ما هيسيبها ثانيًا هتجيب كمان أخ يقاسمني في حبه واهتمامه.. هيقاسمني في كل حاجه.. ووقتها عرفت اني لازم أخلص منه.. ومنها، لأني لو خلصت منه بس.. سهل تحمل في غيره وبالعكس بابا هيقربلها اكتر ويتعاطف معاها، وفعلاً خليتها واقفه علي السلم وزقتها جامد وقعت علي رأسها.. وماتت.. وارتحت.
هز رأسه عدة مرات يمينًا ويسارًا بذهول :
_ أنتِ مريضه.. بس مش مريضه نفسيه.. أنتِ مريضه بغلك وكرهك.. السواق الي قتلتيه اقدر أتفهم سببك، والحقيقه لو مكانك هولع فيه مش هقتله بس، لكن مرات أبوكِ ايه ذنبها، وتالا ايه ذنبها!.. أنتِ شر لازم نخلص منه.
اتجه للباب وهو يقول:
_ ودلوقتي كل الي قولتيه اتسجل وهتتحاسبي علي كل جرايمك.
وضع يده علي مقبض الباب وكاد يفتحه لكنها أوقفته وهي تسأله بصوت خافت :
_ هو أنت ليه محبتنيش؟
التف نصف التفاته وقال :
_ مينفعش تسألي حد أنت محبتنيش ليه، بس تدوري علي الأسباب جواكِ، وأنتِ قلبك مش نضيف يا رودينا عشان يتحب، عارف أن حادثة مامتك صعبه وصعب تتحمليها، بس مرات أبوكِ معملتش حاجه عشان تاخدي روحها، ولا تالا عملت حاجه، أنتِ الي اخترتي طريقك محدش غيرك، بنحب من غير سبب، بنحب لما قلبنا يدق وروحنا تتعلق حتي لو من أول نظره، مش بالمؤمرات والغصب.. حقيقي أنا بشفق عليك ِ، أنتِ جواكِ شر هيأذيكِ أنتِ أول حد..

 

 

تنهد منهيًا حديثه والتف للخروج وبداخله لا يعلم أهو ناقم عليها أم شافقًا علي حالها.. وللحقيقه لا يهم، فهو ليس القاضي ولا يهم رأيه أو شعوره في شئ.. ستأخذ عقابها علي أي حال.
في قانون نيوتن الثالت المتعلق بالجاذبيه يقول ” لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدر ومعاكس له في الاتجاه”.. وهنا يكمن المغزي، ليس بالضروري أن تقتل من قتل أو أن تسرق من سرق!، ولكن فالتفعل ما يساوي مافعله، فلتسترد حقك بنفس القدر وليس بنفس الطريقه، فلكلاً منا جهته وطريقه ولا الطرق تتقابل ولا الجهات تتفق، والقانون هذا دوره، يعطيك حقك بنفس القدر ولكن دون أن يكون بنفس الطريقه.
رودينا كان من الممكن أن تخبر والدها بالأمر وبالطبع لم يكن سيتركها حينها لينال منها ذلك المجرم، إن أرادت حق والدتها بالفعل لكانت فعلت هذا فضلاً عن قتله.. وإن تجاوزنا هذه الجريمه، لن نتجاوز جريمة زوجة والدها والطبيبه تالا..
كل إنسان توجد نبتة شر بداخله، إن راعاها ستنمو وتتشعب قاضيه علي كل نبتات الخير الموجوده بداخله، وتبقي هي فقط المسيطره علي كل أفعاله وتفكيره ، وتذكر أنه هو فقط من يسمح لها بالنمو، لذا لا تأخذك الشفقه إن رأيت الشر يتحكم من أحدهم فهو من سمح لنبتته بالنمو والتشعب..
الشفقه!.. التعاطف!…
إذا تعاطفنا مع كل مريض نفسي قتل كل من آذاه يومًا أو ارتكب جرم ما في حقه ووضعنا له العذر لأصبح كل المرضي النفسيين قتله!!
إذا وضعنا العذر وتعاطفنا مع كل سارق سرق لإحتياجه للمال، لأصبح جميع المحتاجين سراق !!
الجُرم لا يُغفر له احتياج أو موقف صعب مرَّ بهِ صاحبه أو عقده تكونت لديه.. الجُرم يغفر له شيئًا واحد إن ارتكبه صاحبه وهو غير واعي لما يفعله بفعل مرض أو آخر.. هنا يمكننا التعاطف معه ولكن لا يُعفي نهائيًا من العقاب الذي بالطبع سيكون مُخفف.. غير هذا لا يأخذكم التعاطف..!!!!
______( ناهد خالد) _________
أسبوعان مرَّوا علي أبطال روايتنا..
تقدم غيث لخطبة ملك وتم الاتفاق علي إقامة الزفاف اليوم تحديدًا..
وخرجت تالا من المستشفي وأصبحت بصحه جيده واليوم اتفقت مع يامن علي الذهاب لحضور زفاف ملك في الاسكندريه..
حُبست رودينا وأُحيلت قضيتها للنيابه العامه ومن المفترض إصدار الحكم في الجلسه الأولي والمقرره غدًا..
دق هاتفها وهي تجلس أمام المرآه وفوق رأسها فتاه تتولي وضع مستحضرات التجميل علي وجهها وتصفيف شعرها بشكل ملائم وجذاب، جذبت
الهاتف وردت بخفوت حين طالعت رقم زوجها الحبيب..أو قليل الحياء كما قررت تسميته مؤخرًا :
_ غيث..

 

 

أتاها صوته الواله يهتف :
_ عيونه..
أسبلت عيناها بخجل وكأنه أمامها وقالت :
_ عامل ايه.. البدله وصلت؟
رد بنبرته الهادئة :
_ آه ، وصلت.. وأنتِ وصلتي فين؟
_ بعمل الميك آب ..
أتاها صوته الحاني يقول :
_ ميك اب ايه، قوليلهم أنا عاوز حبيبتي زي ما هيا مش عاوز أنا ميك اب ولا الحوارات دي أنتِ مش محتاجه أصلاً.
ابتسمت بسعاده وقالت:
_ معلش يا حبيبي لازم برضو ده يوم فرحي يعني مره في العمر.
تنهد باستسلام وقال:
_ ماشي ياستي.. وحشتيني.
لمعت عيناها وهي تقول :
_ وأنت كمان وحشتني اوي.
رد مهللاً :
_ الله أكبر عقدة لسانك اتفكت في الاسبوع ده وبقيتِ لوز.
_ لوز!!
رددتها بدهشه وهي ترفع حاجبها باستنكار..
أكمل حديثه دون اهتمام لها وقال بخبث :
– متخليهموش يتقلوا المكياج وميحطوش دبابيس كتير في الطرحة مش ناقص عطله الله يكرمك.
_ عطله ليه؟ هيخلصوا بسرعه متقلقش!
أتتها همهمته البسيطه قبل أن تستمع لحديثه الماكر :
_ انا مالي بيهم أنا بتكلم عن عطلتي أنا لما نروح يا جميل.
شهقت بخضه قبل أن تغلق الهاتف في وجهه ملقيه إياه فوق السراحه وتنظر له بدهشه… ماذا دهاه غيث! من أين أكتسب المكر والوقاحه في كلماته!؟
____(ناهد خالد) ______

 

 

ترجلت تالا مرتديه فستان سهره أسود لامع وأسفله حذاء أسود ذو كعب عالي، وتركت لشعرها العنان ووضعت لمسات تجميليه بسيطه تواري إرهاق وجهها من تعبها الفتره الماضيه، نظرت حولها لتجد سيارة يامن تقف أمام البنايه من الجهه اليُمني ويقف هو أمامها من الخارج يُدخن سيجارته بهدوء مستندًا علي مقدمة السياره.. امتعضت ملامحها في ضيق فهي تكره انغماسه في تدخين تلك السجائر المُضره، لم يكن يومًا مقبلاً عليها ماذا أصابه ليصبح مدمنًا عليها هكذا!؟، ماهذا الحمق! أتتسائل حقًا ماذا حدث له؟ ألم تكن هي السبب الأول في شخصيته الجديده نوعًا ما..
نفضت رأسها من الأفكار المزعجه واتجهت ليامن الذي انتبه لها فاعتدل في وقفته ببدلته السوداء الأنيقه.. مرر نظره عليها بابتسامه حانيه، شغوفه، ثم تنهد بعمق.. يُفتن بها في كل مره وكأنه يراها للمره الأولي…
رمي عقب سيجارته داهسًا عليه أسفل قدمه واقترب منها بأعين لامعه حبًا وافتنانًا وهتف بصوت لين:
_ جميله… جميله لدرجه تحبس الأنفاس.
تسارعت دقات قلبها ترفرف كحمامه طائره وعضت علي شفتيها بخجل ناظره للأسفل بصمت..
اقترب خطوه فأصبح أمامها تمامًا رفع وجهها بأصبعه وهتف وهو ينظر لعمق عيناها بنبره دافئه بعدما أصدر تنهيده محمله بالمشاعر المرهقه:
_تتجوزيني؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أيغفر العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى